تعرف على كمبيوتر ELAC… العقل الخفي الذي تسبب في خلل عالمي لطائرات A320 - joussour

Breaking

الاثنين، 1 ديسمبر 2025

تعرف على كمبيوتر ELAC… العقل الخفي الذي تسبب في خلل عالمي لطائرات A320

 

كمبيوتر المصعد والجنيح (ELAC) في الطائرات الحديثة

يُعد كمبيوتر المصعد والجنيح ELAC أحد أهم مكوّنات نظام التحكم الإلكتروني في الطيران Fly-by-Wire. وتتمثل مهمته في استقبال أوامر الطيار عبر عصا القيادة، ثم تحويلها إلى إشارات إلكترونية دقيقة تتحكم في حركة المصعد في الذيل والجنيحات على الأجنحة، وهما السطحان المسؤولان عن التحكم في الارتفاع والانخفاض والميلان. وقد مثّل ELAC نقلة نوعية في عالم الطيران عند اعتماده في عائلة A320، وذلك بالاستغناء عن الأنظمة الميكانيكية التقليدية واستخدام أنظمة رقمية أكثر دقة وكفاءة وأمانًا.




source : https://www.usynaptics.com/test-report-airbus-a319-a320-elevator-aileron-computer-elac/

source : https://www.macg.co/ailleurs/2025/11/un-rare-bug-logiciel-contraint-airbus-modifier-6-500-a320-en-urgence-305323



وظائف كمبيوتر المصعد والجنيح

يقوم ELAC بمعالجة إدخالات الطيار من خلال تفسير حركة عصا القيادة وتحويلها إلى استجابة محسوبة بدقة على أسطح التحكم، مما يضمن سلاسة التفاعل بين الطائرة والطيار. ويطبق الكمبيوتر مجموعة من القوانين البرمجية التي تحافظ على استقرار الطائرة في ظروف مختلفة، سواء عند تغيّر السرعة أو الارتفاع أو عند التعرّض للاضطرابات الجوية.

ويسهم ELAC في تعزيز السلامة من خلال منع الطائرة من الدخول في أوضاع خطرة أو تجاوز حدود المناورة المسموح بها. كما يضمن توزيع الأحمال على الأسطح بشكل متوازن، ويعمل بانسجام مع بقية حواسيب الطائرة، مثل كمبيوتر الدفة وأنظمة إدارة الطيران، مما يجعله جزءًا أساسيًا من منظومة متكاملة تحقق قيادة آمنة وفعالة.

ELAC في عائلة AirBus A320

تُعد عائلة A320 أول طائرات تجارية استخدمت نظام التحكم Fly-by-Wire بشكل كامل، مما جعل ELAC عنصرًا رئيسيًا في تصميمها. ويمتلك النظام القدرة على إدارة عدد من الوظائف المتقدمة، مثل تحسين التحكم أثناء الهبوط وتخفيف الأحمال على الأجنحة، بالإضافة إلى توافقه مع التعديلات الحديثة مثل الشاركليت.

ومع انتشار عائلة A320 عالميًا بأكثر من ستة آلاف طائرة، أصبحت تحديثات ELAC البرمجية مسألة حيوية تتطلب إدارة دقيقة من شركات الطيران لضمان بقاء الطائرات ضمن معايير السلامة.

 

الخلل المرتبط بالإشعاع الشمسي: أكبر استدعاء في تاريخ إيرباص

شهد قطاع الطيران حدثًا غير مسبوق عندما أصدرت إيرباص في التاسع والعشرين من نوفمبر استدعاءً عالميًا لتحديث برمجيات ما يقرب من ستة آلاف طائرة من عائلة A320، وذلك بعد اكتشاف خلل في كمبيوتر ELAC-2 يمكن أن تتسبب فيه مستويات مرتفعة من الإشعاع الشمسي.

بدأت المشكلة بعد حادث وقع في الثلاثين من أكتوبر عندما فقدت طائرة A320 تابعة لشركة JetBlue السيطرة لفترة وجيزة وانخفضت بشكل مفاجئ دون أي تدخل من الطيار، مما أدى إلى إصابة بعض الركاب. وقد كشف التحقيق لاحقًا أن بيانات داخل ELAC-2 تعرضت للتلف نتيجة نشاط شمسي قوي وصل الأرض على هيئة انبعاثات إكليلية محملة بجسيمات عالية الطاقة.

 

وتزداد هذه الجسيمات قدرة على التأثير في إلكترونيات الطائرات عند التحليق فوق ارتفاع ثمانية وعشرين ألف قدم. وحين تتعرض ذاكرة ELAC-2 لمثل هذا الخلل، يمكن للطائرة تنفيذ حركة غير مقصودة كما حدث في رحلة JetBlue، حيث شهد الركاب هبوطًا حادًا ومفاجئًا.

 

أثر الاستدعاء على شركات الطيران حول العالم

كان لهذا الاستدعاء تأثير واسع على شركات الطيران، خصوصًا خلال عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. فقد اضطرت شركات كبرى مثل American Airlines وDelta وUnited وJetBlue إلى إلغاء مئات الرحلات، بينما أعلنت شركة Avianca في أمريكا اللاتينية تعليق بيع التذاكر بعد أن تبين أن معظم أسطولها يحتاج إلى تحديث برمجي فوري.

وامتد أثر الأزمة إلى أوروبا وآسيا، حيث ألغت Air France عشرات الرحلات، كما علقت شركة ANA اليابانية العديد من عملياتها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي الهند، فرضت سلطات الطيران المدني تحديثًا إلزاميًا لأكثر من 350 طائرة تابعة لشركتي IndiGo وAir India.

 

موقف الشركة المصنعة للكمبيوتر (Thales)

أوضحت شركة  Thales، المسؤولة عن تصنيع مكونات ELAC، أن الأجهزة نفسها مطابقة لجميع المواصفات التي طلبتها شركة إيرباص، وأن الخلل المكتشف مرتبط بوظائف برمجية لا تقع ضمن نطاق مسؤوليتها المباشرة. ويتضح بذلك أن المشكلة برمجية الطابع وليست ميكانيكية أو تصنيعّية، ما يعزز ضرورة تحديث البرمجيات بشكل دوري مع تطورات الظواهر الفضائية التي قد تؤثر في الأنظمة الرقمية.

خاتمة

تكشف هذه الحادثة عن هشاشة بعض الأنظمة الرقمية في مواجهة ظواهر طبيعية خارجة عن السيطرة مثل الإشعاع الشمسي. ومع اعتماد الطائرات الحديثة على الحواسيب بشكل أساسي لإدارة كل مراحل الطيران، يصبح تحديث الأنظمة مثل ELAC ضرورة أساسية وليس خيارًا. ورغم أن عائلة A320 تُعد إحدى أكثر الطائرات أمانًا وانتشارًا في العالم، فإن هذا الحدث يبرز التحديات التقنية الجديدة التي يفرضها العصر الرقمي، والأهمية القصوى لصيانة البرمجيات لضمان سلامة الملايين من المسافرين حول العالم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق